هي أول بيت وضع للناس.. والقبلة التي يتجه إليها اكثر من مليار مسلم كل يوم خمس مرات.. انها الكعبة أو البيت العتيق أو البيت الحرام.. ولها عدة اسماء كما يقول الباحث في التاريخ المكي هاني فيروزي وقد وردت في القرآن وهي: الكعبة: «يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام» المائدة-95 .
البيت : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود»البقرة-125»
البيت العتيق: «ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق» (الحج-29)
المسجد الحرام: «يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلآئد ولا ءآمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب» (المائدة-2)
البيت المعمور: «والبيت المعمور» (الطور-4)
البيت المحرم : «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون» (إبراهيم-37)
موقع الكعبة
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريبا على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها 15 مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين .اركان الكعبة الاربعة هي الركن الاسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل .
بناء قريش للكعبة
قامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا ان لايدخلوا في بنائها الا طيبا فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر 3 م ومن مميزات بنائهم انهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من ارادوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 أمتار بعد ان كان 4.32 أمتار وأكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي محمد في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود بعد ما أختلفت القبائل حول من سيكون له شرف إعادة الحجر الأسود لمكانه فأتفقوا على أن من سيدخل عليهم يحكمونه فيما بينهم فكان أول من دخل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي حل المشكلة بطريقة ذكية، وهي أن يمسك شيخ كل قبيلة طرفا من قطعة قماش يضعوا في وسطها الحجر الأسود ثم قاموا برفعها إلى موضع الحجر الأسود وتقدم النبي محمد، ووضع الحجر الأسود في مكانه فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروبا بين قبائل العرب.
بناء ابن الزبير
في عهد عبد الله بن الزبير تعرضت الكعبة للتصدع أثناء حصار جيوش الأمويين له في الكعبة، فقرر عبد الله إعادة بنائها ولما سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثا يقول فيه النبي محمد أن قريشا نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بناءها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما ويخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض.
السلطان مراد العثماني
وأما آخر بناء للكعبة فكان في العصر العثماني سنة1040 للهجرة، عندما اجتاحت مكة سيول عارمة أغرقت المسجد الحرام، حتى وصل ارتفاعها إلى القناديل المعلقة، مما سبب ضعف بناء الكعبة، عندها أمر محمد علي باشا مهندسين مهرة، وعمالا يهدمون الكعبة، ويعيدون بناءها، واستمر البناء نصف سنة كاملة، وكلفهم ذلك أموالا باهظة، حتى تم العمل.
الحجر الأسود
يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة ويسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده ) ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها .
الإطار الفضي
عبدالله بن الزبير أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من فضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقا جديدا من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله في 1422هـ.
باب الكعبة
يرتفع عن أرض المطاف بحوالى 2.5 وارتفاع الباب 3.06 أمتار وعرضه 1.68 متر والباب الموجود اليوم هدية الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالى 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و 420 الف ريال عدا كمية الذهب.
أركان الكعبة
أما تسمية الأركان فقد جاءت باعتبار اتجاهاتها الأربعة تارة، و جاءت باعتبار خصوصية أخرى.
الركن الشرقي : وهو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة و يقابل الموقع القديم لبئر زمزم، و يسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريبا، ويسمى أيضا بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مثبت فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
الركن الشمالي : وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، و يسمى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريبا، و هو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حجر إسماعيل، و يسمى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.
الركن الغربي : وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، و يسمى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريبا، و يسمى أيضا بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام، و هو الركن الذي يكون على الجانب الغربي من حجر إسماعيل.
الركن الجنوبي : وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، و يسمى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريبا، و يسمى أيضا بالمستجار.
40 ألف طائف حول الكعبة في الساعة
من جهة أخرى كشفت دراسة علمية أن أعداد الطائفين في الساعة الواحدة تحت الظروف العادية تكون في حدود 28 ألف طائف بينما يرتفع العدد إلى 40 ألف طائف في الساعة الواحدة في ظل ظروف الزحام وقال المهندس عبد الله محمد فوده من قسم البحوث العمرانية والهندسية بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى أن السعي ما بين الصفا والمروة في أوقات الذروة يستغرق ما بين 70 إلى 75 دقيقة بينما يستغرق في الأوقات العادية ما بين 40 إلى 50 دقيقة.